وزير الخارجية يترأس وفد العراق في اجتماع الدول المانحة لدعم العراق ويلقي كلمة

كلمة ابراهيم الجعفري وزير الخارجية العراقي باجتماع مجموعة الدول المانحة بالتحالف الدولي ضد الارهاب

ترأس وزير الخارجيّة الدكتور إبراهيم الاشيقر الجعفريّ وفد العراق في اجتماع مجموعة الدول المانحة لدعم العراق ضمن التحالف الدوليِّ ضدَّ الإرهاب الذي يعقد بواشنطن وتشارك فيه أربعون دولة من دول التحالف.

وقدَّم السيد الوزيرخلال كلمة القاها في الاجتماع عن شكره لمُؤتمَر المانحين، والذي يُعبِّر عن تضامن المُجتمَع الدوليِّ مع حكومة وشعب العراق في حربه ضدَّ عصابات داعش الإرهابية التي تـُشكـِّل تهديداً حقيقياً لكلِّ دول العالم، كما أشاد بالمساعدات المُقدَّمة في المجالات الإنسانيَّة، وإعادة بناء المناطق المُحرَّرة من عصابات داعش.

واشار معاليه إلى أنَّ مساندة دول العالم العسكريّة واللوجستـيّة في دعم جُهُود الحكومة العراقـيَّة، وقواتها الأمنيّة في الحرب ضدَّ عصابات داعش الإرهابيّة بدحر داعش، وتحرير العديد من المُدُن، وآخرها تحرير مدينة الفلوجة التي تمَّت بتعاون وتنسيق بين قواتنا المسلحة، ومُتطوِّعي الحشد الشعبيِّ، وأبناء العشائر من أهالي الأنبار بدعم من الغطاء الجوّي للتحالف الدوليِّ.

واضاف سيادته أنَّ ما تحققه قواتنا المسلحة في مُحارَبة الإرهاب، وتحرير مُدُن القيارة، وقبلها الفلوجة يُعَدُّ إنجازاً كبيراً، وإنَّ داعش أصبح لا يقوى على مُحارَبة أبطالنا في ساحة المعركة، وأنه يلفظ أنفاسه الأخيرة؛ لذا يحاول لفت الانتباه عن انكساره المُتكرِّر في المعارك بهجمات انتحاريَّة على المُواطِنين الأبرياء، كما حدث في تفجير الكرادة الذي راح ضحيته حوالى 300 عراقيّ، والمئات من المُصابين في واحدة من أفضع الاستهدافات التي تعرَّض لها المدنيون في العراق، والعالم في هذا العام؛ كلُّ ذلك يعكس مدى همجيَّة تنظيم داعش الإرهابيِّ، ووضاعته التي تتنافى مع شعاراته المُتخفية بستار الدين، وتعاليمه السمحة.

ودعا معالي الوزير دول العالم لتفهم الضغوط التي تواجه العراق، وتواجه الحكومة في مُواجَهتها المزدوجة للمشكلتين الأمنيّة والاقتصاديّة، وما نتج عنهما من أعراض مُربـِكة، وأنَّ الدور الذي يضطلع به العراق نيابة عن العالم كله في مُواجَهة الإرهاب جدير بأن يُقابَل بمزيد من الدعم في الجوانب التي يُمكِن للمُجتمَع الدوليِّ تقديمها لتخفيف الأثقال عن كاهل المُقاتِل، وتأمين ظهره من خلال حلِّ الإشكالات الخدميَّة للنازحين.

نص كلمة وزير الخارجية في اجتماع مجموعة الدول المانحة لدعم العراق ضمن التحالف الدوليِّ ضدَّ الإرهاب بواشنطن

السيِّد جون كيري، والسادة وزراء الخارجية المُحترَمون، والسيِّدة السفيرة رئيسة الجلسة السلام عليكم..

أودُّ في البدء أن أتقدَّم إليكم باسم حكومة العراق بالشكر والتقدير لهذه الاستضافة، وهذا التنظيم المُشترَك لهذا المُؤتمَر المُهمّ، والمُنتظـَر، والذي يُعبِّر عن تضامن المُجتمَع الدوليِّ مع حكومة وشعب العراق في حربه ضدَّ عصابات داعش الإرهابية التي عادت تشكل تهديداً حقيقياً لكلِّ دول العالم.

نشكر أصحاب المعالي السادة الوزراء، ورؤساء الوفود لمشاركتكم جميعاً في هذا المُؤتمَر، ودعم العراق، ومساهمة بلدانكم في مساعدة العراق في المجالات الإنسانيَّة، وإعادة بناء المناطق المُحرَّرة من عصابات داعش.

قد أثمرت مساندتكم العسكريّة واللوجستـيّة في دعم جُهُود الحكومة العراقـيَّة، وقواتها الأمنية في الحرب ضدَّ عصابات داعش الإرهابيّة بدحر داعش، وتحرير العديد من المُدُن، وآخرها تحرير مدينة الفلوجة التي تمَّت بتعاون وتنسيق بين قواتنا المسلحة، ومُتطوِّعي الحشد الشعبيِّ، وأبناء العشائر من أهالي الأنبار بدعم من الغطاء الجوّي للتحالف الدوليِّ.

إنَّ القوات العراقـيَّة بمُسمَّياتها وتشكيلاتها كافة تخوض الآن معارك شجاعة لتحرير القرى، والمناطق المُحيطة بمدينة الموصل بعد تحرير قاعدة القيارة الجوّية؛ ومن ثم فإنَّ القضاء على داعش في العراق، وتطهير كلِّ الأرض العراقـيَّة بات قريباً.

أيُّها السادة والسيدات إنَّ العراق يمرّ بظروف استثنائيّة غير مسبوقة نتيجة متطلبات الحرب، وانخفاض موارد الدولة؛ بسبب تراجع أسعار النفط، إضافة إلى تكاليف معالجة الأزمة الإنسانيَّة لما يزيد على أربعة ملايين نازح داخل العراق.

كان دعمكم العسكريُّ والأمنيُّ قد ساهم في كسب المعارك، وتقليل الخسائر من ويلات الحروب، فليكن إسنادكم الماليّ والإنسانيّ مساهمة في تخفيف مُعاناة أبنائنا وأهلنا من ويلات خسائرها الإنسانيّة.

لقد ساهمت مساعدتكم السخيّة السابقة في إعادة الحياة إلى المُدُن المُحرَّرة، وبدأت الحياة تعود تدريجياً إلى طبيعتها إذ احتفل أهالي تكريت مُؤخراً بمُرُور عام على تحرير مدينتهم.

إنَّ ما تحققه قواتنا المسلحة في مُحارَبة الإرهاب، وتحرير مُدُن القيارة، وقبلها الفلوجة يُعَدُّ إنجازاً كبيراً، وإنَّ داعش أصبح لا يقوى على مُحارَبة أبطالنا في ساحة المعركة، وإنه يلفظ أنفاسه الأخيرة؛ لذا يحاول لفت الانتباه عن انكساره المُتكرِّر في المعارك بهجمات انتحاريَّة على المُواطِنين الأبرياء، كما حدث في تفجير الكرادة الذي راح ضحيته حوالى 300 عراقيّ، والمئات من المُصابين في واحدة من أفضع الاستهدافات التي تعرَّض لها المدنيون في العراق، والعالم في هذا العام؛ كلُّ ذلك يعكس مدى همجيَّة تنظيم داعش الإرهابيِّ، ووضاعته التي تتنافى مع شعاراته المُتخفية بستار الدين، وتعاليمه السمحة.

إنَّ مأساة النزوح التي تعرَّضت لها عِدَّة محافظات عراقية تـُصنـَّف على أنها من أفجع، وأقسى كوارث الهجرة، والنزوح على مُستوى العالم، وقد توزَّعت على أبناء شعبنا على مُستوى جغرافية الأرض، والسكان، والمجموعات، وأقسى ما يُميِّزها أنها كانت قسريَّة مُفاجئة غير مُنتظـَمة فصلت أفراد البيت الواحد.

إنَّ مُخيَّمات النزوح حدَّدت مواقعها الظروف الأمنية، وهي غير آهلة للسكن الدائم في ظروف جوّية قاسية كظروف العراق؛ ممَّا أدَّى إلى عشرات الوفيات من الأطفال، والمرضى، وكبار السنِّ، وقد

عملت الحكومة، والمنظمات المحليّة والدوليّة للحدِّ من تفاقم ظروف النازحين الإنسانية الآن المشكلة مازالت أكبر وأخطر من الإمكانات المُتاحة والمُجتمَع الدوليّ مُطالـَب أكثر من أيِّ وقت مضى لبذل المزيد من الجهود لحماية أرواح النازحين في هذه الظروف.

كلنا أمل بتفهُّم العالم للضغوط التي تواجهنا، وتواجه الحكومة في مُواجَهتها المزدوجة للمشكلتين الأمنيّة والاقتصاديّة، وما نتج عنهما من أعراض مُربـِكة، ونعتقد أنَّ الدور الذي يضطلع به العراق نيابة عن العالم كله في مُواجَهة الإرهاب جدير بأن يُقابَل بمزيد من الدعم في الجوانب التي يُمكِن للمُجتمَع الدوليِّ تقديمها لتخفيف الأثقال عن كاهل المُقاتِل، وتأمين ظهره من خلال حلِّ الإشكالات الخدميَّة للنازحين التي نتجت عن هذه الحالة.

كلُّ التمنيات لهذا اللقاء بالنجاح والشكر موصول للحاضر منكم، والمُستضيف، ولكلِّ مَن ساهم، ويُساهم في دعم العراق، والإنسانيّة، وتقـبَّلوا احترامنا، وتقديرنا، ودعواتنا، وأمانينا لبلدانكم بالأمن، والسلم، والتطوُّر، والازدهار.

والسلام عليكم..