وزير الخارجية: حرق القنصلية الإيرانية لا يمثل الحكومة العراقية ولا الشعب العراقي

وزارة الخارجية العراقية
الاثنين، 10 سبتمبر 2018

أكّد وزير الخارجيَّة الدكتور إبراهيم الجعفري أن حرق القنصلية الإيرانية في البصرة لا تُمثـِّل الحكومة العراقـيَّة ولا الشعب العراقي ولا تمثـل المتظاهِرين العراقـيين الذين لديهم طلبات مشروعة.

واضاف معاليه في تصريح للتلفزيون الإيراني، إن هذا الاعتداء ليس على الإيرانيِّين فقط، بل علينا أيضاً، لذا لا ينبغي أن نُؤاخِذ المُتظاهِرين، ونؤاخِذ الشعب العراقيَّ، والحكومة العراقـيَّة على مفارَقات مثل هؤلاء الشذاذ، وهم لا يمثـلون إلا أنفسهم، وسيطالهم القضاء العادل، وسيتبين أن هؤلاء مدفوعون من عناصر أرادت أن تسيء للعراق، وللعلاقات مع الجمهوريَّة الإسلاميَّة.

وتابع الدكتور الجعفري، إن العلاقات العراقـيَّة-الإيرانية مُستمَدَّة من حقائق التاريخ والجغرافيا، فبين بلدينا حدود بنحو 1200 كيلومتر، ومصالح مُشتركة واحترام مُتبادَل، والزوار الإيرانيون يؤمون العتبات المقدسة لأئمة أهل البيت، وكذلك العراقيون يزورون العتبات المُقدَّسة في إيران، كلّ هذه تفاعلت، فتمخـضت عن علاقات طيِّبة تجمع، لافتا الى أن للجمهوريَّة الإسلاميّة مواقف مُشرِّفة معنا عندما كنا في المُعارَضة ضدّ نظام صدام في الوقت إذ ضاقت الكثير من الدول، ولم تستقبل العراقـيَّين، ولم تسمح لهم باللجوء السياسيِّ، فيما فتحت طهران أبوابها لاستقبال العراقـيِّين المُعارِضين.

وأشار الى أن البصرة مدينة عريقة، ولديها بُعد تاريخيّ، وفكري وأدبي وبُعد جغرافي، لأنـها تمثـل إطلالة العراق على دول الجوار فهي مُهمَّة جدّاً، كما أنها ثاني أكبر مدينة عراقية بعد بغداد، وتتمتـَّع بتاريخها الجهاديّ، وتضحياتها الكبيرة جدّاً، فهي ناهضت الأنظمة السابقة، وقدَّمت شهداء ضدَّ نظام صدام، وضدَّ الدكتاتوريَّة، والآن قدَّمت شهداء، وتحرَّكت على مسرح المحافظات المنكوبة كصلاح الدين، والأنبار، والموصل، وساهمت في التحرير.

وتابع: عندما ذهبتُ إلى البصرة أيام المُواجَهة ضدّ عصابات داعش الإرهابيَّة وجدتُ صُوَر الشهداء مُنتشِرة على الجدران من مُختلِف الأعمار.. فمدينة البصرة تكنُّ كلَّ التقدير، والاحترام لدول الجوار الجغرافيِّ، وتُحيِّي الجمهوريَّة الإسلاميَّة، ولا يُمكِن أن يصدر شيء باسم أهالي البصرة يُسيء لدول الجوار.

وأشاد السيد الوزير بشمائل أهل البصرة، وسمو أخلاقهم قائلا: أهالي البصرة عُرِفوا بالكرم، وبدماثة الأخلاق، وبالمحبَّة، والمودّة، والتعاون؛ لذا يُؤسِفني ما حصل، لكني أؤكـِّد أن (حرق القنصليَّة الإيرانيَّة) لا يُمثـِّل البصرة، ولا يُمثـِّل الشعب العراقيَّ، وتبقى البصرة مدينة مُتحضِّرة، وهي نافذة العراق على دول الخليج، وعلى الدول العربيَّة كلـِّها، فأتمنى أن لا تُترَك هذه القضيَّة إلى أن تُكشَف حقيقة أنَّ هناك أعداءً مُشترَكين للعراق، ولدول الجوار سواء كانت إيران، أم بقيَّة دول الجوار.

وبين معاليه: أن هناك بعض المُندسِّين -وهم قليلو العدد- يُحاولون أن يعبثوا بهذه الظاهرة الحضاريَّة (التظاهرات) التي يشهدها العراق، ويُسِيئوا للعراق، كما اعتدوا على كثير من المباني، والشخصيَّات العراقـيَّة.

وشدد على أن : الشعب الإيرانيّ محطّ احترامنا، وتقديرنا، ولهم كلُّ الحبِّ، والتقدير، وأطمئنهم أنَّ هؤلاء الشذاذ لا يُعبِّرون عن مشاعر العراقـيِّين، وإنّما المرجعيَّة الدينيَّة في النجف الأشرف تُعبِّر عن حُبِّ العراقـيِّين لهم، والذين يُحيون الشعائر الحسينيَّة في الأربعينيَّة، والمُناسَبات الأخرى، ويستقبلون الزوار، ويستضيفونهم، ويُقدِّمون لهم ما استطاعوا من خدمات.

وختم بالقول: في الوقت الذي أحيِّي الجمهوريَّة الإسلاميَّة، وأحيِّي كذلك الشعب الإيرانيَّ، وأحيِّي القيادة الحكيمة في الجمهوريَّة الإسلاميَّة أذكّرهم أنّهم لا ينبغي أن يُعطوا فرصة لأعداء الإسلام، وأعداء بلدينا لأن يُسيئوا، ويُشوِّهوا الصورة الناصعة التي رسمتها السنوات الماضية التي شهدت تعاملاً أخويّاً، ودياً ناصعاً لا غبار.


لقراءة النص الكامل وزارة الخارجية العراقية، اضغط هنا.