وزير الخارجية يثنى على مساهمات الدول المشاركة في مؤتمر إعادة العراق بالكويت

وزارة الخارجية العراقية
الأربعاء، 14 فبراير 2018

أثنى وزير الخارجية الدكتور إبراهيم الجعفري على مساهمات الدول المشاركة في مؤتمر إعادة إعمار العراق الذي انعقد في الكويت 12-14 شباط 2018، مشيدا بالدور المتميز لدولة الكويت في تنظيم هذا المؤتمر.

وقال السيد الوزير في كلمة ألقاها خلال المؤتمر: ان الكلفة المطلوبة لخسائر العراق كبيرة جدّاً، ولكن أذا تعذّر علينا أن نغطي كامل الاحتياجات لا ينبغي أن نتجاهل ما تـُقدِّمونه من مُساعَدات مهما كان، مُضِيفاً: الذي يُخفـِّف علينا هذه الآلام هو مُشارَكتكم الحقيقـيَّة، وكلماتكم المُعبِّرة، وما جادت به أكفـُّكم، واهتزَّت له أريحيَّـتكم.

وتابع: ان موقف الكويت كان مُتميِّزاً، سواء معنويّاً أم مادّياً وهو دليل على حُسن نيته، وأنـَّه جار عزيز على العراق، وسيبقى جاراً عزيزاً على العراق على مدى التاريخ.

مشيرا الى أن حركة العراق كانت على صعيدين: داخليا وحد صفه سياسياً ووحد خطابه وبحث عن المشتركات، وجمد كل الخلافات الموجودة وأصرَّ على أن يكون بخطاب مُوحَّد يُوجِّه للعالم ليعبئه، كما وحّد قواه السياسية وتشكيلاته العسكرية لتقف تحت عنوان القيادة العامة للقوات المسلحة، وتُقاتِل داعش.

واكد: أنَّ العراق لا يدخل في التقاطعات الحادَّة ويبرم العلاقات مع الدول كافة بدءاً من دول الجوار الجغرافيِّ مُرُوراً بدول العالم، وهمُّه الدائم أن يعمَّ الخير على هذه المنطقة والعالم، وأبرز بذلك الوجه الثاني المُعادِل، والمُتناقِض تماماً مع وجه داعش، وهكذا تحقـَّق النصر على أيديهم، وشارَكَ إخواننا وأشقاؤنا جميعاً.

النص الكامل لكلمة الدكتور إبراهيم الجعفريّ وزير الخارجية العراقـيَّة في مُؤتمَر الكويت الدوليّ لإعادة إعمار العراق

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم جميعاً ورحمة الله..

أحيِّيكم أجمل تحيَّة، وأبارك لكم نجاح هذا المُؤتمَر الذي كشف عن أخوَّة حقيقـيَّة، وأنَّ أعماقاً إنسانيّة تحرَّكت في دواخلكم؛ لتجود بها أكفـُّكم لمُساعَدة العراق.

أنا أعرف أنَّ الكلفة المطلوبة لخسائر العراق كبيرة جدّاً، ولكن أذا تعذّر علينا أن نغطي كامل الاحتياجات لا ينبغي أن نتجاهل ما تـُقدِّمونه من مُساعَدات مهما كان. وآمل أنـَّه عندما يُعلِن أخي العزيز الشيخ صباح خالد الحمد الصباح عمَّا انتهى إليه جمعكم من مُساعَدات أن يكون بمُستوى مُعيَّن يتناسب مع حاجة العراق، لكني أقول لكم: أصل هذه المُشارَكة المعنويَّة، والمشاعر التي لمستها لمس اليد، والكلمات الحانية التي عبَّرتم بها تـُشكّل رصيداً حقيقيّاً.

العراق ليس وحده في الميدان، وله إخوة، وأشقاء يئنون لأنينه، ويفرحون لفرحه.. ما كانت رحلة العراق من حيث تحرَّك في بداية 2014 إلى الآن سهلة، فقد كلـَّفته الكثير من الأموال، والخسائر، وأكثرها، وأغلاها، وأثمنها هو الدماء التي سالت من قبل 18 ألف شهيد في العراق، و36 ألف جريح قد تضرَّروا في هذه الحالة، وأضرار التدمير ليست قليلة إذ تبلغ 88.2 مليار دولار إلى 100 مليار دولار.. هذه خسائر ينوء بها العراق، وهو يمر بظرف استثنائيّ، لكنَّ الذي يُخفـِّف علينا هذه الآلام هو مُشارَكتكم الحقيقـيَّة، وكلماتكم المُعبِّرة، وما جادت به أكفـُّكم، واهتزَّت له أريحيَّـتكم؛ كلّ هذه تـُخفـِّف علينا الكثير من الآلام.

حركة العراق كانت على صعيدين: الصعيد الداخليّ وحَّد صفه سياسيّاً، ووحَّد خطابه، وبحث عن المُشترَكات، وجمَّد كلَّ الخلافات الموجودة -وما أكثرها! وأصرَّ على أن يكون بخطاب مُوحَّد يُوجِّه للعالم رسالة تلو الأخرى؛ لمُناهَضة العالم، ويُعبِّئ العالم، وكانت الحركة المُوحَّدة الثانية هو توحّد كلّ قواه السياسيَّة، وتشكيلاته العسكريَّة؛ لتقف تحت عنوان القيادة العامة للقوات المسلحة، وتُقاتِل داعش كأضرى معركة، وحقـَّق إنجازاً رائعاً.

أمَّا على الصعيد الإقليميِّ، والصعيد الدوليِّ فقد كان للدبلوماسيَّة العراقـيَّة، والمواقف السياسيَّة، أن تتحدَّث بخطاب سياسيّ في كلِّ الأندية، وكلِّ المُنتدَيات.. بخطاب واحد باتجاه واحد، وهو أنَّ العراق لا يدخل في التقاطعات الحادَّة، ويبرم العلاقات مع الدول كافة بدءاً من دول الجوار الجغرافيِّ مُرُوراً بدول العالم، وهمُّه الدائم، ورائده الأوَّل هو أن يعمَّ الخير على هذه المنطقة، وعلى كلِّ مناطق العالم، وأبرز بذلك الوجه الثاني المُعادِل، والمُتناقِض تماماً مع وجه داعش، وهكذا تحقـَّق النصر على أيديهم، وشارَكَ إخواننا، وأشقاؤنا جميعاً، ولا أنسى مرَّة أخرى أن أذكر موقف الكويت الذي كان مُتميِّزاً، ولم تكن هذه المُحاوَلة التي توشَّحت بتاج هذا الجمع المُبارَك الكبير العدد، والسخيّ في العطاء سواء كان معنويّاً، أم مادّياً إلا دليل على حُسن نيته، وأنـَّه جار عزيز على العراق، وسيبقى جاراً عزيزاً على العراق على مدى التاريخ.

أوجِّه رسالتي لكم جميعاً، ومن خلالكم إلى شُعُوبكم كلَّ الحُبِّ، والتقدير..

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


لقراءة النص الكامل وزارة الخارجية العراقية، اضغط هنا.