وزير الخارجيَّة يتسلـَّم جائزة تكريم العراق في احتفالـيَّة الحملة العالميّة ضد التطرف في نيويورك

وزارة الخارجية العراقية
الأربعاء، 20 سبتمبر 2017

حضر وزير الخارجيَّة الدكتور إبراهيم الجعفريّ مُمثلاً للعراق في احتفالـيَّة الحملة العالميّة ضد التطرف وعدم التسامح ودعم حملة المُجتمَع المدنيِّ لمكافحة التطرُّف العنيف برعاية اليونيسكو على هامش اجتماعات الجمعيَّة العامة للأمم المتحدة في نيويورك.

وتسلـَّم الدكتور الجعفريّ جائزة تكريم العراق من قبل الحملة العالميّة ضد التطرف وعدم التسامح بالنيابة عن رئيس الجمهوريَّة الدكتور فؤاد معصوم، وبحُضُور عدد من قادة العالم، والأبطال، والناشطين، والأكاديميِّين، والمنظمات غير الحكوميَّة، والخيريَّة .

وأكد الدكتور الجعفريّ خلال كلمة ألقاها في الاحتفالـيَّة على ضرورة العمل سويَّة على تطهير الأرض من عناصر الشرِّ حتى نـُنهِي فصل الحُرُوب ، مضيفا ان التحدِّي الجديد الذي يُعانيه العالم اليوم هو وُجُود الإرهاب في مُختلِف مناطق العالم، وان الشعب العراقيّ حمل مَهمَّة مُواجَهة داعش، ودحره، وانتصر على الإرهاب في مناطق محافظات صلاح الدين، والفلوجة، والموصل، مُثمِّناً هذه المبادرة، وعدَّها بالاحتفال الإنسانيِّ المُتحضِّر.

وإلى حضراتكم النص الكامل لكلمة الدكتور إبراهيم الجعفريّ وزير الخارجيَّة العراقـيَّة في احتفالـيَّة الحملة العالميّة ضد التطرف وعدم التسامح برعاية اليونيسكو في نيويورك

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم جميعاً..

نشكر القائمين على هذا الاحتفال الإنسانيِّ المُتحضِّر خُصُوصاً أنَّ عنوانه عنوان الأمل الذي يُشرِق في النفوس الثقة بالمُستقبَل رغم كلِّ التحدِّيات، والصُعُوبات التي يفرزها الإرهاب.

عندما نتحدَّث عن الأمل نتحدَّث عن سِرِّ الحياة الحقيقيِّ؛ فالذي يموت جسمه، ويتوقـَّف قلبه عن النبض يموت موتاً مادِّيّاً، أمَّا الذي يغيب عنه الأمل فيموت موتاً معنويّاً، وهذا هو الموت الأكبر.

جئتكم من العراق، ولا أظنَّ أنَّ مُثقفاً في العالم لم يقرأ عن العراق شيئاً، فهو مهد الحضارة، وعمق التاريخ، ومُلتقى القارَّات، وهو الثروات المُتعدِّدة، فيه كلُّ شيء مُميَّز عن بقـيَّة بلدان العالم.

يتميَّز شعبه بتعدُّد المُجتمَعيَّات الدينيَّة، والقوميَّة، والمذهبيَّة، وكلـُّها تلتقي في العراق، وقد تكالبت عليه -للأسف الشديد- قوى الشرِّ منذ مرحلة ما قبل التغيير عندما حكم صدام حسين الدكتاتور المعروف، وأنزل المصائب تلو المصائب على عُمُوم الشعب العراقيِّ، وتسبَّب بقتل عشرات الآلاف، بل مئات الآلاف من المُواطِنين من مُختلِف الشرائح الاجتماعية، وقام بدفن 365 ألف مُواطِن عراقيّ أحياءً من أبناء الشيعة في مناطق الوسط والجنوب، واستخدم الكيمياويّ في منطقة حلبجة، والأنفال؛ فأنزل بالكرد أعداداً كبيرة من الضحايا؛ مع ذلك أصرَّ العراق، ويحدوه الأمل، ورفع راية الأمل، وانتصر على الدكتاتور صدام حسين، واليوم التحدِّي الجديد الذي يُعانيه العالم هو وُجُود الإرهاب في مُختلِف مناطق العالم يُواجهه العراق بكلِّ ثقة، ويأمل أن ينتصر، وقد انتصر، وكانت المحطة الأخيرة هي الموصل؛ ولأني خِرِّيج جامعة الموصل من كليَّة الطبِّ أعرف الموصل جيِّداً، إنـَّها مدينة أم الربيعين المشهورة.

حمل الشعب العراقيّ مَهمَّة مُواجَهة داعش، ودحره، وانتصر على الإرهاب في مناطق محافظات صلاح الدين، والفلوجة، والموصل.

لابُدَّ أن نتمسَّك بهذا الأمل الكبير، وهو أن نصنع عالماً بلا حُرُوب.. القرن العشرين والقرون التي قبلها تميَّزت بأنـَّها قُرُون الحُرُوب سواء كان حرب المئة عام في القرن الخامس عشر، أم الحرب العالميَّة الأولى، والثانية في القرن العشرين.

يجب أن نعمل سويَّة على تطهير الأرض من عناصر الشرِّ؛ حتى نـُنهِي فصل الحُرُوب.. لا نستطيع أن نمحو من الذاكرة ما حصل من حُرُوب في العالم، لكنـَّنا نستطيع أن لا نـُكرِّر هذه الحُرُوب في المستقبل.

لابُدَّ أن نشكر كلَّ الأطفال، وكلَّ النساء، وكلَّ الرجال، وكلَّ الكبار الذين يبعثون فينا الأمل، ويشدُّون على أيدينا أن نمضي في طريق تحقيق الآمال، وتحقيق النصر ضدَّ الإرهاب.

أتمنى لكم الموفقـيَّة، والنجاح في تحقيق الأمل المنشود.

شكراً جزيلاً.


لقراءة النص الكامل وزارة الخارجية العراقية، اضغط هنا.